الأحد، 14 نوفمبر 2010

جاري اللبناني ومشكلته مع ابنته !!

بينما كنت جالساً احتسي قهوتي المسائية ، وآلوك بعض التمرات السكرية القصيمية الفاخرة ، ومتابعاً لبرنامجي التلفزيوني المفضل في قناة المجد المباركة ، وكانت عن الحيض والنفاس للشيخ الجهبذ المغوار، ابن بلاد التوحيد والحرمين الشريفين فضيلة الشيخ البصّاق سليمان الدويش حفظه الله ، إلا ويطرق باب بيتي جاري العزيز ابو العبد اللبناني وهو يستنجد بي قائلاً : دخيل عَينك يامولانا الحاج ابوعمر .. بدي منك تشوف لي حل لمشكلتي العويصة !!

وبعد ان ادخلناه الى منزلنا العامر ، واقمنا له واجب الضيافة والكرم ، استرسل الرجل ليحكي لي مشكلته مع ابنته التي تدرس في السنة الرابعة الابتدائي وذات الثمانية ربيعاً ، فقال لي انه استلم كتاباً خطياً من مديرة المدرسة الخاصة التي تدرس فيها ابنته ، تطلب منه التعهد بإلزام الابنة بالتقيد بالحجاب الشرعي الذي فرضه الله على نساء المسلمين ، المتمثل في العباءة السوداء من فوق الرأس حتى اخمص القدمين مع تغطية الوجه ، ولبس القفازات والجوارب السوداء الشرعية ، وان ابنته ترفض تغطية وجهها بزعم ان نظرها ضعيف ، وبالتالي لا يمكن لها ان ترى الطريق الذي امامها ، كما انه لا يخفي تحريض ابنته من امها الليبرالية الفاسقة ، التي تدّعي الحجاب كذباً وزوراً ، وهي في حقيقة الامر ، لا تغطي سوى رأسها وتكشف وجهها امام الاغراب ، وتلبس عباءة مطرزةً تضعها من الكتف دون خجلٍ او حياء ، الامر الذي جعل جاري اللبناني لا ينفك يدعو عليها بمنكر ونكير والشجاع الأقرع الذي سيلتوي على جسدها ويعصرها حتى تذوق العذاب الأليم.

المهم .. ان الرجل جاءني يشكو امره ولا يعرف ماذا يفعل ؟ ويخشى ان يكتب ذلك التعهد فلا تلتزم به ابنته ، فهدّأت من روعه ، وقلت له ان ما من مشكلة إلا ولها حلٌ ، وان شيوخنا الافاضل والأجلاء ، ابناء بلاد التوحيد والحرمين الشريفين ، لم يتركوا شيئاً او مشكلة في حياتنا اليومية ، او في العالم كله ، إلا وأفتوا فيه ، ووجدوا له حلاً ، فلا يجزع ولا يخاف !!

ناديت على إبني عمر ان يحضر لي حاسوبي الآلي الهاء باء ( اي الإتش بي بلغة الكفار لعنة الله عليهم ) وشبكت عليه الدال سين لام ، لأبحر في الشبكة العنكبوتية ، وابحث عن حلٍ لمشكلة جاري اللبناني ابو العبد ، فقوقلت كثيراً ، وابحرت بعيدأً ، فوجدت ما يشيب شعر الرأس به من فتاويٍ شنعاء ، تقطر بالفحشاء ، افتى بها بعض الرويبضة من انصاف الشيوخ والفقهاء ، وجُلُّهم من خارج ارض التوحيد كبلاد الشام ومصر ولبنان ، والتي تُجيز لنساء المسلمين كشف وجيههم امام الغرباء ، بل تُجيز التحدث اليهم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم .

في نهاية المطاف تنفست الصعداء ، عندما وجدت فتوى للشيخ السعودي محمد الهبدان حفظه الله ، إبن هذه الارض الطاهرة التي نزل فيها الوحي ، وفيها الكعبة المشرفة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخرج من رحمها علمائنا الاجلاء الافاضل ، وورثة الانبياء الطاهرين ، فكيف بالله برجل عاقل ان يترك فتاويهم ويأخذ بفتاوي علماء بلاد الكفر كالشام ومصر ولبنان ، ونحن نعرف والعياذ بالله ما لهذه البلاد من فسقٍ وفجور ، ومعاقرةٍ للمسكر والخمور ، وفيها صخبٌ ومجونٌ ، وليالٍ حمراء يندى لها الجبين ، الامر الذي من اجله تركها اهلها ، وفرّوا بدينهم الى ديارنا كالشيخ المنجد حفظه الله ، وجاري اللبناني حماه الله .

تقول فتوى الشيخ محمد الهبدان انه لا يجوز اصلاً خروج المرأة من بيتها دون محرم إلا للضرورة القصوى كحالة صحية طارئة ، أما أن تذهب للسوق لوحدها مثلاً لشراء قطعة قماش أو حذاء ونحو ذلك فإن هذا العمل لا يتوقف عليه حياة أو موت ، وبالتالي فهو ليس من الضرورة في شيء ، ونبه الشيخ إلى ضرورة ان يضغط الرجال على محارمهم لارتداء عباءة الكتف ، وان النقاب المشروع هو ما ذكره ابن عباس حينما قرأ آية الحجاب فغطى وجهه وعيناً ، وأبدى عيناً واحدةً صغيرةً ، وقال هذا هو لترى الطريق ، فنقول للأخوات من أرادت أن تتنقب فلتفعل هذا.

لله درك ايها الشيخ الجليل ما اروعك ، وبارك الله بك ونفع بعلمك المسلمين والمسلمات ، فقد وجدت لنا حلاً عملياً عالمياً لجارنا اللبناني ابو العبد وابنته ، حيث خرج من عندي فرحاً مسروراً بهذه الفتوى الشرعية ، فلا حُجة بعد اليوم لأبنته ولبنات المسلمين وزوجاتهم من عدم قدرتهم لرؤية الطريق عند تغطية الوجه ، فالحل الوحيد هو النقاب ذو العين الواحدة.

كتبها الفقير الى ربه الحاج ابوعمر ( حفظه الله ) في صباح يوم السبت السادس عشر من كانون الثاني للعام العاشر بعد الالفين من ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق